الخميس، 2 أبريل 2009

في الزمن الخطأ

ثم بدأتُ في حزم أمتعتي.. أتعلم أن سن التاسعة عشر غريبة الأطوار.. في ذلك الحين كنتُ أظنُ نفسي خبيراً بمسالك الحياة.. لم أدرك أنني غضُّ الإهاب.. فاقد الخبرة والتجربة إلا بعد انقضاء زمن طويل.. تغلّب علّي في تلك اللحظة شعور مبتذل من نزق الشباب.. كنتُ أظن العالم ينتظرني مرحبّاً.. فاتحاً أبوابه على مصراعيه.. مفترشاً بساطاً أحمر لاستقبالي بأحضان دافئة.. لكم كنتُ غريراً.. حملتُ حقيبتي الصغيرة وبها بعض الملابس الداخلية.. وتي شيرت أحمر.. وبنطلونيّ جينز.. وأسطوانة حديثة لجيمي هندريكس.. وأخرى مهترئة لجانيس جوبلين.. يممّتُ شطر الباب.. الصوت مرتجف ينادي من خلفي.. خافتاً.. تجتاحه نبرات التردد والحيرة.. ارجع .. تيهي الأغّر لا يسمح لي بالالتفات.. ينتفخُ صدري.. فأتقدمُ بخطوات واثقة لأتناول مقبض الباب.. الحشائش على جانبّي الممر ذات لون قاني الخضرة.. وصوتُ طائرٍ ينعقُ من بعيد..

أضعُ كأسي الفارغة على منضدة.. يتأمل في صمت شاجب يداي المعروقتين.. ويهتّز رأسه بحركة لا أفهمها.. ألمحهُ بطرف عيني.. يستّرق النظرات إلى وجهي المتغضن.. كان بإمكانك الإقفالُ عائداً! يسقط رماد السيجارة على مفرش المائدة.. وتنطفئ الشرارة.

هناك تعليق واحد:

  1. انه الزمن الذي شردنا وبعثر أحلامنا ....لم نكن نعلم أن هذه الخطوات محسوبة علينا .....
    بعد ذاك كله هل سرنا على الدرب الصحيح أم تاهت منا حياتنا؟؟؟؟؟

    ليلى العامرية.....

    ردحذف