الخميس، 25 أغسطس 2011

ترنيمةُ ليلةِ الوداع


ترنيمةُ ليلةِ الوداع

(1)
حينما اعتلتْ صفحةَ السماء،
غارَ القمر.
بثَّ نجواهُ للنجوم،
فعاهدتهُ بِدورِها على الإخلاص،
فآبَ يُقدِّمُ فروضَ الولاء.
تنحّى جانبا في خُشوع،
لِيُقدّمكِ نبراسا للنُور.

(2)
وبعدما فارقتْ،
عمَّ الخواءُ دُروبَ النفس.
التَهَمَ الجوى دواخلي،
وصارتْ الأرضُ قصيدةَ شوقٍ..
إليك!

(3)
ثُوبي بِرُشدكِ إلى صرحِ الكَلَفْ،
فقد سئِمتُ وديانَ الهجر.
هلَكَتْ سويعاتُ الصفا..
وأعلنت الدقائقُ حَدادَ الكلمة..
لهفا..
عليك!

(4)
لماذا تغتالينَ قلبي؟!
هلْ أنتِ إلا وردةٌ،
أشرَقتْ بين أعشابِ السنينِ الباهتة.
قاضيةٌ حسناءُ،
وجلاّدةٌ قاسية!

(5)
عندما وضعتْ كفَّها بِكفَي:
غرستْ أظافرهَا في لحمي،
وتشبثتْ أصابعُها بِراحتي،
في ابتهالٍ صامت.
ترددتْ!
هل تُعانقُني،
أم تُقبِّلُ وجنتي،
الباكيةَ بلا دموع؟
احتارتْ!
هل تبقى بجانبي طويلا،
أمْ تَقتحِمُ طُرقاتَ الليلِ الباردة.
ثم أفلتتْ يدها،
بِرَسْميِّةٍ مُفتعلة،
وصوتُها المتهدجُ يصفَعُني:
مع السلامة!



(6)
شحنةُ العواطفِ تقتُلُني جموحا.
أتَرنحُ مخمورا،
بانتشاءِ الألم.
أرتقي المركبةَ العامةَ،
وأُلقي نظرةَ وداعٍ،
على عُشِّ الحبيبة.

(7)
يقتُلُني بياضُ الورقةِ،
وعُقمُ الحبر،
حينْ أبغي تسطيركِ،
قصيدةَ عشق.
يجتاحُني شَللٌ سرمدي،
فأطلبُ مشورةَ القمر.
يَحدِجُني اللئيمُ،
بنظرةٍ مُغتاظةٍ،
ثُم ينتهزُ الفرصةَ
بِمرورِ سَحابةٍ سوداء،
ليختبئَ،
ويتركني لِفجيعتي!

هناك تعليقان (2):